فاز المنتخب المصري لكرة اليد، بقيادة مديره الفني روبيرتو جارسيا باروندو، على نظيره المجري بنتيجة (36-35)، في مباراة تحديد المركزين السابع والثامن امس ببطولة العالم التي اقيمت واختتمت في السويد وبولندا.
وتواجد الفراعنة الذين احرزوا المركز السابع في الثمانية
الكبار للمرة الثالثة على التوالي، بعد نسختي الدنمارك وألمانيا 2019 ومصر 2021، والمثير
للأمر أن القيادة الفنية للمنتخب المصري خلال تلك النسخ كانت إسبانية.
وتعد المدرسة الإسبانية أحد أقوى المدارس على مستوى العالم
خلال الفترة الماضية، وهو ما تجلى مع الفراعنة حيث أعادهم الإسباني ديفيد ديفيز للتواجد
في ربع النهائي من جديد بعد فترة غياب استمرت ل18 عاما.
واستلم ديفيد ديفيز قيادة الفراعنة بعد رحيل مروان رجب عقب
الإخفاق في التتويج بأمم إفريقيا 2018، ونجح المدرب الإسباني في قيادة منتخب مصر للتواجد
وسط الكبار في مونديال 2019 واحتلال المركز الثامن.
وهو ما كرره باروندو والذي حصد المركز السابع "مرتين"
مع الفراعنة في نسختي المونديال 2021 و2023، كما وصل معهم للمربع الذهبي بأولمبياد
طوكيو، علاوة على التتويج باللقب القاري "2020 بتونس و2022 بمصر".
كما تسلحت الأندية المصرية بالمدرسة الإسبانية، بعدما تعاقد
الزمالك مع الإسباني ماتيو جارالدا، وتبعه غريمه التقليدي الأهلي الذي تعاقد مع مواطنه
ديفيد ديفيز.
ويعد الألماني باول تيدمان صاحب النهضة الفنية لكرة اليد
المصرية، حيث قادهم للفوز ببطولتي إفريقيا في نسختي 1991 بمصر و1992 بكوت ديفوار، وهو
ما أهلهم للمشاركة في بطولة العالم بالسويد 1993.
وزرع تيدمان في نفوس الفراعنة الثقة اللازمة لمجاراة ومنافسة
أبطال العالم، وجاء ذلك نتيجة طلبه لخوض العديد من المباريات الدولية مع المدارس العالمية
المختلفة، كما تتلمذ على يديه العديد من المدربين المصريين.
وبالرغم من أن تيدمان قاد الفراعنة لمدة 3 سنوات و3 أشهر
فقط ولكنه كان بمثابة "المعلم" حيث استطاع تغيير عقلية اللاعب المصري، وبعدما
كان الحلم الأكبر هو التتويج ببطولة إفريقيا، أصبح حلم المشاركة في بطولة العالم هو
الهدف الأكبر.
وقاد
باول تيدمان، منتخب الفراعنة للتأهل لبطولة العالم 93 بالسويد، بل والفوز في المباراة
الافتتاحية على منتخب تشيكوسلوفاكيا (21-20) في إنجاز تاريخي، ومنذ وقتها لم تغب مصر
عن العالمية.
في المقابل،
لم ينجح مواطنه الألماني أوفى لوميل في قيادة الفراعنة للتوهج على الصعيد العالمي خلال
ولايتين، وكانت الأولى ما بين 2003 و2005، فيما كانت الفترة الثانية ما بين عامي
2010 و2012.
أما
صاحب الإنجاز الأبرز في تاريخ كرة اليد المصرية على الصعيد العالمي فكان الصربي زوران
زيفكوفيتش والذي وصل مع الفراعنة للمربع الذهبي في نسخة فرنسا 2001، بقائمة ذهبية مدججة
بالنجوم.
واستقر
مسؤولو الاتحاد المصري لكرة اليد، على رحيل الإسباني روبرتو جارسيا باروندو عن تدريب
الفراعنة خلال الفترة المقبلة.. فهل تخرج كرة اليد المصرية من عباءة المدرسة الإسبانية
أم تستمر؟