وكأن بطولة دوري الابطال الافريقي لكرة القدم، اعرق وامجد بطولات الاندية في القارة السمراء، والتي تزف فارسها وبطلها عريسا في بطولة كأس العالم للأندية، باتت لا تعرف ولا تنطق سوي لغة " الضاد " ونعني اللغة العربية، بعدما دانت القابها في الحقبة الاخيرة للاندية العربية ، بل الاجمل ان نجد ان نهائي البطولة الكبري عربيا خالص .

 مشهد جديد لقصة طويلة، يتكرر للمرة الـ 17 عندما يقف فارسان عربيان كبيرا للمرة الثالثة وجها لوجه في نهائي النسخة رقم "59 " لامجد بطولات القارة السمراء، وهما الاهلي والوداد البيضاوي المغربي،حيث يدور رحي الجزء الاول، موقعة الذهاب، من النهائي العربي في العاشرة من مساء الاحد المقبل باستاد القاهرة، علي يحتضن مركب محمد الخامس بالدار البيضاء موقعة الاياب والتتويج 11 الجاري .

من ضمن الـ 16 مرة السابقة التى كان النهائي فيها عربيًا، كان للأندية المصرية  بفضل الاهلي اكثر الاندية حضورا وظهورا في النهائي العربي الخالص برصيد 9 مشاركات من اصل 16 ، والاكثر فوزا حيث حصد اللقب 5 مرات منها ، بداية من النهائي العربي الأول في نسخة 1987 الذي جمع بين الأهلي والهلال السوداني في البطولة بمسماها القديم واستطاع المارد الأحمر الفوز في مجموع اللقاءين بنتيجة 2-0.. حتي نهائي النسخة السابقة والذي كان عربيا خالصا وجمع بين الاهلي الوداد.

النهائي العربي الثاني كان في نسخة 1989 بين الرجاء البيضاوي المغربي ومولودية وهران الجزائري واستطاع الرجاء الفوز بلقب البطولة، ثم عاد الهلال مرة اخرى للنهائي أمام الوداد المغربي في نسخة 1992 لكنه خسر أيضًا في تلك النسخة.

النسخة الرابعة من النهائيات العربية شهدت تواجد الزمالك لأول مرة وتحديدًا في نسخة 1994، عندما واجه الترجي لكنه خسر أمام أبناء تونس بـ3-1 في مجموع المباراتين، بعدها ظهر الترجي مرة أخرى أمام الرجاء البيضاوي المغربي في نسخة 1999  لكنه فرط في اللقب لصالح بطل المغرب بركلات الترجيح.

النهائي العربي الخامس شهد حصول الزمالك على لقبه الخامس والاخير حتي الان عندما تغلب على الرجاء البيضاوي في 2002، قبل أن تبدأ فترة هيمنة الأهلي على النهائيات العربية بعد الفوز في نسختي  2005 و2006 على النجم الساحلي التونسي ومواطنه الصفاقسي على التوالي، ثم عاد النجم الساحلي ليرد الدين للاهلي ويفوز عليه في نهائي 2007.

في الألفية الجديدة كانت النهائيات العربية أشبه بدائرة مغلقة، ففي 2011 كان النهائي العربي العاشر بين الوداد المغربي والترجي التونسي، واستطاع الأخير حسم اللقب لصالحه قبل ان يخسر أمام الأهلي في نسخة 2012 بالنهائي الـ11 والذي فاز بنتيجة 2-1، لكن الأهلى عاد وخسر النهائي العربي رقم 12 أمام الوداد المغربي الذي عاد للمشهد مرة أخرى ليكمل الدائرة ويفوز باللقب في نسخة العام 2017 ، اما النهائي الـ 12 فكان بين الاهلي والترجي وتوج الاخير باللقب العام 2018 ، وللمرة الثالثة علي التوالي كان نهائي نسخة العام 2019 عربيا بين الترجي والوداد ، وبقي اللقب في جبعة فريق باب سويقه " الترجي " ، وشهد نهائي نسخة العام 2020 حدثا استثنائيا فلم يكن النهائي عربيا فحسب ، بل عربيا مصريا ونتحدث الذي جمع بين الاهلي والزمالك وانتهي بفوز الفارس الاحمر ، وبعد اربع نهائيات عربية خالصة ، كسر فريق كايزر تشيفز الجنوب افريقي القاعدة العربية ، وتأهل للنهائي في  النسخة قبل الماضية الا ان خسر في النهائي امام الاهلي ..قبل ان تعود فصول الراوية العربية في النسخة الماضيه بين الاهلي والوداد اللذان يكرران السيناريو حرفيا في نهائي النسخة الحالية.

حصدت الأندية العربية 34 لقبًا من إجمالي 58 نسخة أقيمت فيها.. وجاءت الاندية المصرية في المقدمة التي حصدت 16 بطولة، والأهلي له النصيب الأكبر بالتتويج بـ  10 القاب، وهو أكثر أندية أفريقيا حصدًا للبطولة، ويأتي بعده الزمالك برصيد  5 بطولات، وفي المركز الثالث الإسماعيلي بلقب وحيد، وهو صاحب أول بطولة أفريقيا للأندية العربية بعد أن توج بها 1969.

وجاءت أندية المغرب في المركز الثاني عربيًّا، بعد أن حصدت 7 ألقاب عن طريق أندية: الرجاء البيضاوي  والوداد البيضاوي وكل منهما حصد اللقب في 3 مناسبات، والجيش الملكي "لقب وحيد".. وشاركت اندية تونس الاندية المغربية في المركز الثاني برصيد 6 القاب ايضا عن طريق: الترجي "4 ألقاب"، ولقب وحيد لكل من ناديي النجم الساحلي والأفريقي.

وجاءت أندية الجزائر في المركز الثالث بعد تتويجها هي الأخرى بـ5 ألقاب عن طريق أندية: وفاق سطيف وشبيبة القبائل ولكل منهما "لقبان"، ومولودية العاصمة "لقب وحيد".

ورغم الاحتكار العربي للبطولة والألقاب في السنوات الاولي من الالفية الجديده ، كان اللافت ان الاندية العربية غابت عن مسرح التتويج في بداية انطلاق البطولة العام 1964 وفازت الاندية السمراء بأول 4 القاب، قبل ان يظهر دراويش الكرة المصرية كأول فارس عربي علي المنصة الذهبية في العام 1969 ويتوج بلقب النسخة الخامسة .. ثم عادت اندية الجنوب والغرب الافريقي لتحتكر اللقب من جديد واحرزت اللقب 6 مرات متتاليه ، قبل ان يكسر فارس عربي جديد الاحكتار الاسمر ، وهو فريق مولوديه الجزائر بطل النسخة العام 1976 .

مع بداية حقبة الثمانيات بدأت الاندية العربية في الظهور القوي ، بداية من فوز الاهلي المصري بلقبه الاول العام 1982، وكان ذلك اعلانا عن ميلاد عصر ذهبي للاندية العربية التيي احرزت 11 لقبا متتاليا في الفترة من العام 1984 عن طريق الزمالك المصري الذي احرز اول القابه الخمس وحتي العام 1994 عن طريق الترجي .

ومن وقتها والاندية العربية تحتكر اللقب لسنوات متصله ، حتي ان النسخ الستة الاخيرة كانت عربية.. عن طريق الاهلي والترجي والوداد بالتساوي، لقبان لكل منهم.

علاء عزت

كاتب صحفى